السيرة الذاتيه للدكتور محمد داود تواصل مع داود
كتب مقالات حلقات وبرامج إذاعيه وتلفزيونيه رسائل علميه قالوا عن داود حلقات وبرامج إذاعيه وتلفزيونيه
       

مقالات
د. محمد داود

تفسير القرآن بالسريانية!!!

أ.د/ محمد محمد داود
أستاذ علم اللغة بجامعة قناة السويس


# شاع على مواقع التواصل الاجتماعي (facebook - youtube) مسألة تفسير القرآن بالسريانية.. وحولها حدث جدل وخلط؛ لذا وجب البيان العلمي لحقيقة المسألة:
• نؤكد أنه لا إنكار لوجود علاقة بين اللغة العربية وأخواتها من اللغات في الفرع السامي ضمن أسرة اللغات الأفروآسيوية.
• كما نؤكد أن باب الاجتهاد لم يُغلق في التعرف على دلالات آيات القرآن الكريم.
• لكن الذي نوجه إليه الانتباه هو أن القرآن وضع حدًّا ضابطًا ينبغي ألا تخرج عنه الاجتهادات في معاني القرآن، وهو قوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 195].
• يعود منشأ القضية (تفسير القرآن الكريم بالسريانية) إلى سنة 2000م؛ حيث صدر كتاب: «قراءة آرامية سريانية للقرآن» لكاتب ألماني اسمه: كريستوف لوكسمبرج، واحتفى الإعلام الألماني بالكتاب ودار حول الكتاب جملة من الندوات.



• وتدور فكرة الكتاب حول أن القرآن نص آرامي سرياني عُرِّبَت بعض ألفاظه.. واعتمد الكاتب على تشابهات لفظية بين كلمات قرآنية ومقابلات لها سريانية.
• ولم تلقَ فكرة الكتاب قبولًا عند كثير من المستشرقين والمستعربين من غير المسلمين، وبخاصة علماء اللغات في الدراسات المقارنة التي تهدف إلى تأصيل اللغة الأقدم والأصل؛ حيث تؤكد الدراسات اللغوية المقارنة الحديثة على أن العربية هي أصل لجميع اللغات السامية.
• يقول العالم: «فرانسوا دي بلو» منتقدًا هذا الكتاب: «هذا العمل بريء من أي فهم حقيقي لمنهجية اللسانيات السامية المقارنة». انظر:
Journal of Qur'anic Studies , Vol. V, Issue 1, 2003,pp92-97.
• وينبغي أن نبين أن الاعتماد على التشابه بين الكلمات، يقود إلى كل اللغات حتى من خارج الأسرة اللغوية التي تنتمي إليها العربية، مثل الإنجليزية، والفرعونية، لذا ألف بعضهم؛ يؤصل ويفسر فواتح السور بالتفسير الفرعوني وغيره.
• إن الانسياق -مندفعين بالعاطفة- وراء هذا التيار يخرج القرآن عن حقيقة معناه التي نزل بها {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 195].
• ولقد لجأ (بالفعل) هؤلاء المغرَمون بهذا الاتجاه إلى تفسير كثير من كلمات القرآن بالمعنى السرياني؛ مثل حور عين وغيرها وتفسيرها بدلالات غير عربية، وفي هذا تفريغ للقرآن من دلالاته الحقيقية.
• وكما أن لفظ القرآن لا يترجم فكذلك تفسيره وقْف على قواعد اللسان الذي نزل به.
• ونؤكد ما عليه أهل العلم في اللغات كلها: أن لكل لغة نظامها الصوتي والصرفي والنحوي والدلالي الذي يخصها.
• كما ينبغي البيان بأن الألفاظ ذات الأصول الأعجمية التي وردت في القرآن الكريم؛ مثل سندس واستبرق، عُرِّبت أولًا، ودارت على ألسنة العرب، وصارت جزءًا من النسيج اللغوي للغة العربية قبل نزول القرآن الكريم ، وهذا لا ينطبق على اتجاه تفسير فواتح السور وكلمات القرآن بالسريانية.
هذا وبالله التوفيق.. والله ربي أجل وأعلم.


 

 
الاسم:
البريد الالكتروني:
التعليق:

جميع الحقوق محفوظة لموقع الدكتور محمد داود  ©